شارك الاستاذ الدكتور محمد عبد الله جبر التدريسي في قسم علوم الحياة بعضوية لجنة مناقشة اطروحة دكتوراه في كلية الطب جامعة بابل لطالب الدكتوراه محمد جعفر محمد حسن الأنصاري عن اطروحته الموسومة (دراسة الخصائص المناعية والفعالية الوقائية للفلاجلين ضد عدوى بكتريا الزوائف الزنجارية متعددة المقاومة للمضادات الحياتية في نموذج الجرذ ) . بين الباحث في اطروحته ان الدراسة الحالية صممت من أجل التحقق من استراتيجيات التمنيع الفعالة باستخدام بروتين الفلاجلين (المستضد السوطي) المنقى من بكتريا الزوائف الزنجارية من أجل توفير حماية كاملة ضد عدوى الجهاز التنفسي الحادة الناتجة عن الاصابة ببكتريا الزائفة الزنجارية شديدة المقاومة للمضادات الحياتية في نموذج الجرذ.ذكر الباحث انه قد تم جمع 25 عزلة بكتيرية مشخصة مبدئيا على أنها عائدة لنوع الزوائف الزنجارية ومن ثم تم التأكد من تشخيصها باستخدام طرق التشخيص التقليدية فضلا عن استخدام جهاز VITEK 2 system وتم الكشف جزيئيا عن نوع الفلاجيلين في كل عزلة بكتيرية باستخدام تقنية تفاعلات السلسلة المتبلمرة (PCR)، حيث تم استخدام الحامض النووي الجيني منقوص الاوكسجين المستخلص من بكتريا الزوائف الزنجارية واستخدامه كقالب لتضخيم جين flic بواسطة بادئ متخصص لهذا الغرض. اظهرت النتائج ان الفلاجيلين نوع أ موجود في 11 عزلة وأن الفلاجيلين نوع ب في 10 عزلات، في حين أن 4 عزلات كانت تحتوي على النوعين من الفلاجيلين، نوع أ و ب.تم تقسيم الحيوانات الى ستة مجاميع مختلفة وكالاتي: مجموعة A (تحتوي على الحيوانات المحصنة بالفلاجيلين نوع أ)، مجموعة A2 (تحتوي على الحيوانات المحصنة بالفلاجيلين نوع أ والمعرضة للإصابة بالعزلة MJ من بكتريا الزوائف الزنجارية)، مجموعة B1 (تحتوي على الحيوانات المحصنة بالفلاجيلين نوع ب)، مجموعة B2 (تحتوي على الحيوانات المحصنة بالفلاجيلين نوع ب أ والمعرضة للإصابة بالعزلة MJ من بكتريا الزوائف الزنجارية)، مجموعة C1 (تحتوي على حيوانات بدون تحصين أو إصابة)، ومجموعة C2 (تحتوي على الحيوانات غير الممنعة والمعرضة للإصابة بالعزلة MJ من بكتريا الزوائف الزنجارية ) . وقد تم جمع عينات الدم من جميع الحيوانات عن طريق طعنة القلب بعد تخديرها لغرض إجراء فحوصات الدم والفحوصات المناعية الاخرى.كما يتضح من نتائج هذه الدراسة، إن إعطاء الفلاجيلين نوع ب عن طريق الأنف في نموذج الفئران قد عزز الاستجابة المناعية الخلوية ضد عدوى الجهاز التنفسي لبكتريا الزائفة الزنجارية عن طريق زيادة مستويات الخلايا المساعدة Th وخاصة الخلايا المساعدة نوع Th1 على حساب الخلايا المساعدة نوعTh2 وهذا بدوره قد أدى إلى التحول في الاستجابة المناعية للشفاء بدلاً من تطور الاصابة الى العدوى المزمنة. فضلا عن ذلك ، فإن الفلاجيلين نوع ب قد أدى الى إلى زيادة الخلايا المساعدة نوع Th17 و الضرورية في القضاء على العدوى البكتيرية وخاصة العدوى المتسببة من بكتريا الزوائف الزنجارية. كل هذا يجعل الفلاجيلين نوع ب لقاحًا مرشحًا جيدًا للقضاء على عدوى الزوائف الزنجارية.كما لم يظهر الفلاجيلين نوع ب أي تأثير معنوي على المستوى الكلي للخلايا البائية ولكنه أظهر زيادة معنوية في تنشيط الخلايا البائية في المجاميع الممنعة قبل الإصابة وبعدها (القيمة الاحتمالية <0.05) مقارنة بالمجاميع غير الممنعة والتي تعتبر اساسية في إنتاج الأجسام المضادة. بينما لم يكن هنالك فرق معنوي في المستوى الكلي أو في تنشيط الخلايا البائية عند المقارنة بين المجاميع الممنعة بالفلاجيلين نوع أ قبل الإصابة وبعدها.من جهة اخرى، أظهرت نتائج الفحص النسيجي لأعضاء الحيوانات المشرحة (القلب، الكلى، الكبد، الطحال، والرئة) أن جميع الأعضاء (باستثناء الرئة) كانت طبيعية في تركيبها النسيجي، بينما أظهر الفحص النسيجي للرئة في المجاميع الممنعة بالفلاجيلين نوع أ و نوع ب تركيزًا خفيفًا للخلايا الالتهابية في داخل النسيج على النقيض من المجاميع غير الممنعة.ان وجود الخلايا الالتهابية في نسيج الرئة للمجاميع الممنعة قبل العدوى وبعدها وغيابها في نسيج الرئة للمجاميع غير الممنعة يشير إلى أن هذه الخلايا ناتجة عن تأثير الفلاجيلين وليس العدوى البكتيرية. ان وجود تجمعات الخلايا الالتهابية في المجاميع الممنعة وعدم وجود أي من علامات الالتهاب دليل على تأثير الفلاجللين في تجنيد الخلايا الالتهابية في أنسجة الرئة وليس بسبب الالتهاب.واستنتجت الدراسة الحالية أن الفلاجيلين ب يعتبر لقاحًا مرشحًا جيدًا للقضاء على عدوى الجهاز التنفسي لبكتريا الزائفة الزنجارية شديدة المقاومة للمضادات الحياتية (XDR) عن طريق تحسين الاستجابة المناعية الخلوية وذلك من خلال رفع مستويات الخلايا المناعية المساعدة نوع Th17 والخلايا المناعية المساعدة نوع Th1 وتحويل الاستجابة المناعية ضد العدوى الرئوية نحو العلاج بدلاً من تطورها الى العدوى المزمنة. من جهة اخرى فأن الفلاجيلين ب يعمل ايضا على تنشيط الاستجابة المناعية الخلطية عن طريق زيادة تنشيط الخلايا البائية المهمة في انتاج الاجسام المضادة، فضلا عن ان الفلاجلين نوع ب لم يظهر أي تغيرات نسيجية مرضية في الكبد والطحال والقلب والكلى والرئة بل يعمل على زيادة مناعة الغشاء المخاطي عن طريق تجنيد الخلايا المناعية في أنسجة الرئة.وختم لباحث استنتاجه بأن تحضير لقاح الفلاجيلين المنقى بواسطة طريقة تنقية محورة والذي يمكن استخدامه لحماية الجرذان من الالتهابات الرئوية التي تسببها بكتريا الزوائف الزنجارية ذات شديدة المقاومة للمضادات الحياتية (XDR) يعد أول دراسة تجرى على مستوى العراق وهي من الدراسات القليلة حول العالم.